الأربعاء، نوفمبر 12، 2008

قدم أعرابي في زمان عمر فقال من يقرئني مما انزل الله على محمد فأقرأه رجل سورة براءة فقال ( إن الله بريء من المشركين ورسوله ) بالجر فقال الأعرابي أو قد برىء الله من رسوله إن يكن الله قد برىء من رسوله فأنا أبرأ منه فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال يا أعرابي أتبرأ من رسول الله قال يا أمير المؤمنين إني قدمت المشركين ولا علم لي بلأ فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة فقال ( إن الله بريء من المشركين ورسوله ) فقلت أو قد برىء الله من رسوله إن يكن الله قد برىء من رسوله فأنا أبرأ منه فقال عمر ليس هكذا يا أعرابي قال فكيف هي يا أمير المؤمنين فقال ( إن الله بريء من المشركين ورسوله ) فقال الأعرابي وأنا والله أبرأ مما برىء الله ورسوله منه فأمر عمر بن الخطاب ألا يقرىء القرآن الا عالم باللغة
وقال أبو الفرج الأصبهاني رحمه الله في كتاب الأغاني أخبرنا أبو جعفر بن رستم الطبري
النحوي عن أبي عثمان المازني عن أبي عمر الجرمي عن أبي الحسن الأخفش عن
سيبويه عن الخليل بن أحمد عن عيسى بن عمر عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي عن
عنبسة الفيل وميمون الأقرن عن يحيى بن يعمر الليثي أن ابا الأسود الدؤلي رضي الله عنه دخل إلى ابنته بالبصرة فقالت له يا أبت ما أشد الحر رفعت أشد فظنها تسأله وتستفهم منه أي زمان الحر أشد فقال لها شهر ناجر يريد شهر صفر الجاهلية كانت تسمي
شهور السنة بهذه الأسماء فقالت يا أبت إنما أخبرتك ولم أسألك فأتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال يا أمير المؤمنين ذهبت لغة العرب لما خالطت العجم وأوشك إن تطاول عليها زمان أن تضمحل فقال له وما ذلك فأخبره خبر ابنته فأمره فاشترى صحفا بدرهم وأملى عليه الكلام كله لا يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى وهذا القول أول كتاب سيبويه ثم رسم أصول النحو كلها فنقلها النحويون وفرعوها